وسط شبه غياب تام للسلطات الرسمية، عزز الحوثيون تحكمهم في مفاصل الدولة اليمنية، عبر الإجهاز على آخر مظاهر السيادة، حيث قاموا بإعادة تسمية شوارع العاصمة صنعاء، وأغلق مسلحوهم محيط منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي لإقامة احتفال ديني، كما أوقفوا مرتبات موظفين وعيّنوا آخرين، في وقت خرجت تظاهرة حاشدة في تعز طالبت بعدم دخول ميليشيات الحوثيين إلى المدينة المحاصرة.
ومع غياب كامل لسلطات الدولة أقر المسلحون الحوثيون تغيير أسماء الشوارع الرئيسة للعاصمة، كما أغلقوا عدداً من الشوارع المحيطة بمنزل الرئيس هادي، ومقر الفرقة الأولى مدرع لتأمين احتفالات يقيمونها، بمناسبة المولد النبوي.
وفي صورة أخرى من صور انتهاك سيادة الدولة اليمنية، أقدم الحوثيون على نشر مسلحيهم في الشوارع، وهم يرتدون اللباس الرسمي لقوات الأمن، كما يجوبون الشوارع على متن سيارات أخذوها من قوات الجيش والأمن.
تعيين موظفين
ووفق مصادر حكومية بحسب جريدة البيان الإماراتية، فإن المتمردين لم يكتفوا بتغيير الإجازات الأسبوعية لموظفي الحكومة والمدارس، بل ذهبوا إلى إيقاف مرتبات الموظفين بحجة مكافحة الفساد، كما يقومون بتعيين معلمين جدد بدلاً عن آخرين قالوا، إنهم متغيبون عن أعمالهم.
وذكرت المصادر أن الجماعة استكملت السيطرة على وسائل الإعلام العامة بسيطرتها على وكالة الأنباء الرسمية إلى جانب القناة الفضائية والأرضية الأولى في صنعاء ومؤسسة «الثورة» للصحافة.
من جهتها، ذكرت وكالة «خبر» المملوكة للرئيس السابق علي عبد الله صالح أن هادي وجماعة الحوثيين اتفقا على أن يضغط المتمردون ضد شكل الدولة المتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني (الأقاليم الستة)، فيما يتدخل هادي ويستبعد أي نص على عدد الأقاليم في الدستور الجديد، ليعملوا لاحقاً (هادي والحوثي) مع الحزب الاشتراكي على تمرير صيغة الإقليمين: شمالي وجنوبي.
تظاهرة تعز
إلى ذلك، تواصل الفعاليات المدنية في مدينة تعز احتجاجاتها بهدف منع سقوط المدينة بيد المسلحين الحوثيين، الذين يحاصرونها من كل الاتجاهات. وشارك الآلاف في تظاهرة مناوئة لتواجد أي مليشيات مسلحة فيها، وتأييداً لقيادة المحافظة ومواقفها الرافضة دخول المسلحين الحوثيين.
ورفع المتظاهرون شعار «سلاحي قلمي»، معلنين رفضهم لوجود المليشيات، ودعموا قيادة المحافظة الرافض لتواجد أي مليشيات مسلحة تريد أن تلطخ المدنية بالبارود والدم.
/البيان/
