كشفت مذكرة رسمية من السفارة البريطانية ونيابة عن 16 سفارة أخرى بصنعاء، عن عشرات الخروقات والتجاوزات التي طالت دبلوماسيين في اليمن منذ 25 أكتوبر الماضي نفذها مسلحون حوثيون وآخرون يرتدون الزي الأمني.
ووجهت السفارة في العاشر من ديسمبر الحالي برقية رسمية لوزارتي الخارجية والداخلية تطلعهما على أكثر من عشرين حادثة تجاوز، استهدفت دبلوماسيين في سفارات مختلفة.
والسفارات التي احتوتها مذكرة السفارة البريطانية هي سفارات "الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، ومجلس التعاون الخليجي، واليابان، وهولندا، والسعودية، والصين، وجيبوتي، والهند، وتركيا، وروسيا، والكويت، وسلطنة عمان، والإمارات، وأمريكا".
وأرفقت المذكرة ملحقاً، يحوي عدداً من التجاوزات التي رافقت عمل الدبلوماسيين بصنعاء بهدف.
الحوادث التي تجاوزت الـ20 حادثة، تنوعت بين عمليات عمليات تفتيش ومنح وتهديد للدبلوماسيين.
وتضمن الملحق عدداً من حوادث التفتيش في نقاط عليها شعار جماعة الحوثيين ، حيث أوقف المسلحون الحوثيون أكثر من مرة سيارات الدبلوماسيين للتفتيش على الرغم من حمل السيارات لوحات دبلوماسية.
حيث أوقفت نقطة تفتيش للحوثيين جوار حديقة برلين موكب تابع للسفارة البريطانية وآخر تابع للسفارة الهولندية نهاية نوفمبر الماضي.
كما أوقفت نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في خمس مناسبات عربات خاصة بموكب الحكومة الأمريكية واحتجزتها لفترة تتراوح بين الـ10 -15 دقيقة.
وتقول الوثيقة إن الحوثيين في غالبية المناسبات كانوا عدوانيين تجاه الدبلوماسيين وأطلقوا الذخيرة الحية في الهواء، ولم تُحل المشلكة إلا بعد اتصال المسؤولين الأمنيين للموكب بالمسؤولين الحوثيين الموجودين بمحيط السفارات.
ولم تقتصر حالات التجاوز على نقاط التفتيش فقط، حيث امتدت لتشمل تجاوزات أخرى طالت دبلوماسيين ممثلين لدول مختلفة داخل مطار صنعاء الدولي.
ومن أبرز تلك الانتهاكات التي أوردتها الوثيقة، منع سفير جمهورية جيبوتي من الدخول للمطار، وإيقاف سيارة تابعة للسفارة التركية في نقطة تفتيش قريبة من المطار في ثلاث مناسبات، وعدم السماح للسفارة الألمانية بالدخول إلى مطار صنعاء بأكثر من سيارة إضافة إلى طلب قوات أمنية مبالغ مالية تقدر بـ200 دولار عن كل مسافر.
وفي مطلع نوفمبر الماضي أُوقف ثلاثة دبلوماسيين تابعين للسفارة الهندية في نقطة تفتيش قريبة من المطار.
ومنع مسلحون حوثيون، في ذات التاريخ، عربة تابعة للسفارة الأمريكية من الدخول إلى أرضية المطار قطعياً، وهو ما اضطر الدبلوماسي الأمريكي أن يمشي على الأقدام من خارج أرض المطار إلى صالة المغادرة.
وتقول المذكرة إن الحوثيين غالباً يتصرفون كموظفي جمارك ولا يكتفون بموافقة من وزارة الخارجية أو وزارة الدفاع ويطلبون رسالة من "السلطات الحوثية".
وأوردت المذكرة مشاكل أخرى تطالب بعض الدبلوماسيين، حيث تقف سيارات أمام سكن السفير الجيبوتي وتحدث مشادات بينهم وبين حراسة السكن وقد تعرضت الحراسة إلى تهديدات منهم بالقول "إذا لم تسكتوا فسندعو أنصار الله يعلموكم الأدب".
كما تعرض موكب السفير الأمريكي لمضايقات أكثر من مرة، وتم ترديد الصرخة "الموت لأمريكا" في نقطة تفتيش، كما حاولوا تفتيش عربات الموكب، إضافة إلى تلويح مسلح حوثي بآليته البندقية في وجه السفير الأمريكي أثناء دخوله مبنى أحد الوزارات.
واعتبرت المذكرة هذه الحوادث "ابتعاداً مقلقاً" عن كل الاتفاقيات الدولية التي تدعم قدرة الدول على التعامل مع بعضها لمصالحها المشتركة.
ولوحت تلك السفارات بعدم البقاء في اليمن باعتبار أن مقاييس الأمن المفروضة عليهم من بلدانهم لا تتواجد بشكل كاف.
وطالبت السفارة المذكورة أن تضمن وزارة الخارجية ووزارة الداخلية في اليمن باحترام من هم مكلفون بتنفيذ القانون بالالتزام به.
.jpg)
