الرئيسية > ثقافة وفنون > مسرحية "العيال كبرت"... أول عيد من دون "العيال" وأبيهم

مسرحية "العيال كبرت"... أول عيد من دون "العيال" وأبيهم

مسرحية "العيال كبرت"... أول عيد من دون "العيال" وأبيهم

اعتادت البيوت العربية على أصوات المسرحيات التي تملأ القنوات التلفزيونية أيام الأعياد، فمن لا يتسنى له الخروج من المنزل يحظى بفرصة "مراجعة" المسرحيات الكوميدية التي أصبحت مشاهدتها يوم العيد تقليداً موروثاً مستمراً يرسم الضحكة.

لكن هناك أمر مختلف هذا العام، فبعد عقود من عرض "العيال كبرت" الشهير، سيكون هذا العيد هو الأول الذي يمر على المشاهدين "من دون العيال" ومن دون "أبو العيال".

فعلى عكس نهاية المسرحية الاستثنائية في إبداعها، سافر "رمضان السكري" فعلاً هذه المرة، وانحرف عن نهاية المسرحية عندما رحل عن الدنيا في مايو/أيار الماضي من هذا العام.

وفي اليوم الأول من شهر شعبان رحل رمضان السكري (الممثل المصري حسن مصطفى)، وكان آخر الراحلين من بين الأبطال الذكور في المسرحية الشهيرة.

ورحل حسن مصطفى بعد أن قضى 60 عاماً في مجال الفن اشترك فيها في عشرات الأعمال الفنية، وكان أبرز أدواره إلى جانب "رمضان السكري" هو دور "الناظر" في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، التي تعرض أيضاً على الكثير من الشاشات الصغيرة أول أيام العيد.

ومن سبق حسن مصطفى كان "أكبر العيال" وأكثرهم شغباً، "سلطان"، الذي قام بدوره الفنان المصري سعيد صالح، الذي توفي في أغسطس/آب عام 2014 بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة.

رحل سلطان وفي رصيده الفني أكثر من 300 عمل تنوعت بين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، أنجز أدوراه فيها بإبداع على مدار 56 عاماً.

وكان سلطان دائم الخروج عن النص والارتجال خلال مسرحياته، وخاصة في "العيال كبرت"، ممّا منحه دوراً بارزاً يستعصي على النسيان، وأصبحت كلماته ومقاطعه المسرحية اقتباسات تتناقلها الألسنة المازحة شفهياً وكتابياً.

وقبل أن يخرج صالح عن نص الحياة نهائياً، تحول إلى مصدر إلهام للكتاب ولمحبي الكوميديا، وأصبحت "العيال كبرت" إرثاً كوميدياً عربياً هاماً ومتعارفاً عليه.

أما "أصغر العيال"، "عاطف" الساذج والمتهور صاحب الخيال الواسع، الذي يدعي طوال المسرحية أن سعاد حسني تحبه وتريد الزواج منه، فقد أدى دوره الراحل الممثل المصري يونس شلبي، والذي كان ثاني الراحلين من بين "العيال"، إذ توفي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007 بعد معاناة مع أمراض مختلفة، وبعد أن قدم خلال مسيرته الفنية الكثير من الأدوار ضمن أكثر من مئة عمل تنوعت بين المسلسلات والأفلام على مدار أكثر من 30 عاماً عمل فيها في مجال الفن.

وقبل رحيل "عاطف" بعامين عاش الوسط الفني ومحبي الدراما والسينما المصرية صدمة وفاة الفنان الشهير أحمد زكي، والذي مثّل دور "كمال" الطالب الجامعي المثقف الوحيد في "بيت العيال"، وكان يحاول وضع الخطط مع إخوته لمنع والدهم من السفر، لكنه في الوقت نفسه أظهر تصرفات طائشة عندما أصر على الزواج من جارتهم المطلقة للمرة الثالثة التي تكبره بعشر سنوات.

وتوفي أحمد زكي في مارس/آذار عام 2005 بعد صراع طويل وشاق مع مرض سرطان الرئة، الذي دفعه إلى السفر خارج مصر لأجل العلاج. وعند وفاته كان زكي أو "كمال" قد قدّم خلال 38 عاماً من مسيرته الفنية أكثر من 66 عملاً تنوعت بين المسلسلات والأفلام والمسرحيات، وقد عرف بكونه من أكثر الممثلين المصريين براعة وعبقرية في تاريخ السينما، وحافظ على تميّزه في جميع أعماله بلا استثناء.

بعد 36 عاماً مضت على أول عرض للمسرحية الفذة لم يبق أحد من جميع ممثليها الرجال على قيد الحياة، في حين بقيت الأم "زينب"، التي مثلت دورها الممثلة القديرة كريمة مختار، والأخت الصغيرة "سحر" التي أدت دورها الممثلة المعتزلة نادية شكري، طليقة الممثل الراحل قبل أيام سامي العدل.

مات "العيال" و"أبو العيال"، بعد أن مرّ 72 عيد فطر وأضحى عرضت فيها المسرحية خلال حياة حسن مصطفى، انسحبوا واحداً تلو آخر بأجسادهم، لكن ما تركوه في هذه المسرحية بالذات يصلح ليكون مادة مستدامة لتوزيع الضحكات ونشر السعادة، وعلامة دالة على أيام العيد.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)