الرئيسية > محلية > “مسقط”.. ماذا بعد أسبوع من المفاوضات السرية لحلحلة الأزمة اليمنية؟

“مسقط”.. ماذا بعد أسبوع من المفاوضات السرية لحلحلة الأزمة اليمنية؟

“مسقط”.. ماذا بعد أسبوع من المفاوضات السرية لحلحلة الأزمة اليمنية؟

وسط سرية تامة، تجرى مفاوضات أمريكية بحضور إيراني مع الحوثيين، للبحث عن مخرج للأزمة في اليمن، ووقف العمليات العسكرية، التي بدأت قبل شهرين، ولم تحسم الأمر؛ مما يؤكد أن الحل العسكري سيأخذ وقتًا طويلًا، فالتحالف الذي تقوده السعودية مستمر في ضرباته الجوية، والمواجهات مستمرة على الأرض بين المقاومة الشعبية المناصرة للرئيس عبد ربه منصور هادي، وميليشيات وقوات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

مفاوضات مسقط جاءت بعد فشل عقد مؤتمر الحوار اليمني في جنيف الذي دعت إليه الأمم المتحدة، وأعلن تأجيله لـ “أجل غير مسمى”، وعقد مؤتمر الرياض الذي شاركت فيه عدة أطراف يمنية واستثنى الحوثيين من الحضور، وشطر حزب المؤتمر التابع لعبد الله صالح، وتم الصعيد على جبهات القتال، وإعلان الحوثيين لأول مرة استهدافهم للأراضي السعودية، في إطار ما أسموه “حملة رد الجميل للشعب اليمني”.

وقد كشف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أنه لم يدع إلى مفاوضات سلطنة عمان، وقال في حواره الأخير مع قناة “الميادين”، إن الحوثيين هم من ذهبوا إلى المفاوضات ولم يتم إخطاره بأي شيء، من جانبها قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إن الحوار بين الولايات المتحدة والحوثيين في سلطنة عمان “لن يحقق الاستقرار في اليمن”، في أول تعليق لها عن موقفها علنًا من الحوار الذي يجري منذ حوالي أسبوع.

الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، قال إن هذا الحوار “لا يعني الحكومة اليمنية ونتائجه غير ملزمة لها”، وأضاف أن “نتائج المفاوضات الأمريكية مع الحوثيين وإيران لن تحقق الأمن والاستقرار في اليمن”، وقال إن الحوثيون ذهبوا إلى مسقط بدعوة رسمية أمريكية لإجراء مباحثات مشتركة بخصوص الأحداث في اليمن.

ويترأس الوفد الحوثي صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحركة الحوثية، وعضوية محمد عبد السلام الناطق الرسمي للحوثيين، وتوجه الوفد منذ أسبوع إلى مسقط بطائرة عمانية هبطت في مطار صنعاء بتنسيق مع قوات التحالف، وقال “بادي” إن الحوثيين ذهبوا إلى مسقط “بدعوة رسمية أمريكية لإجراء مباحثات مشتركة بخصوص الأحداث في اليمن”، وتؤكد تقارير أن مفاوضات الحوثيين بدأت مع الولايات المتحدة بمشاركة إيران وبرعاية عمانية، وأشار إلى أن الهدف هو “التوصل لحل سياسي ينهي العمليات العسكرية” التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية منذ أواخر مارس/ آذار الماضي.

وطبقًا لمصادر إعلامية، فإن الحوثيين قدموا العديد من التنازلات على طاولة المفاوضات في مسقط، وأن هناك تقدمًا طفيفًا في ظل حالة من السرية التي تلف سير مجريات الحوار، وأن الحوثيين وافقوا على القبول بقرار مجلس الأمن 2216 والتوافقات التي نصت عليها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني؛ إلا أن الخلاف لا يزال قائمًا حول “الضمانات” التي يتمسك الحوثيون بالحصول عليها لمنع محاكمة قياداتهم، كذلك حالة عدم الثقة التي تتعامل بها الأطراف الإقليمية والمحلية مع الحوثيين الذين عرف عنهم خلال الفترة الماضية استخدام الحوار كوسيلة للمراوغة وبسط النفوذ على الأرض.

وذكر الناطق باسم المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله الحوثية، في صفحته على فيس بوك أن هناك “لقاءات مستمرة في سلطنة عمان”، وقال إن المشاركين فيها يبحثون “الكثير من المسائل المتعلقة بالعدوان على اليمن وتبادل الآراء ومقترحات الحلول ووجهات النظر مع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية”.

ونقلت وسائل إعلام محلية يمنية عن مصادر في الحكومة أن سلطنة عمان طرحت مبادرة “تقوم على وقف العمليات العسكرية لقوات التحالف في اليمن، مقابل انسحاب الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح من المدن التي يسيطرون عليها، وتسليم الأسلحة الثقيلة للسلطة الشرعية، وتمكينها من العودة إلى البلاد بعد تطبيق قرار مجلس الأمن 2216″.

وكانت السعودية أعلنت أن أهداف العمليات العسكرية في اليمن تشمل إعادة منصور هادي إلى قصر الرئاسة في صنعاء، وتسليم أسلحة الحوثيين وانسحابهم من المدن التي سيطروا عليها بما فيها العاصمة، وحسب المصادر نفسها، فإن الحوثيين طالبوا بحصانة لزعيمهم عبد الملك الحوثي قبل الشروع في تنفيذ الاتفاق.

وفي تطور آخر مهم، قدم رئيس أركان القوات الجوية اليمنية العميد إبراهيم الشامي استقالته احتجاجًا على ما وصفه “بممارسات الحوثيين داخل مقر القوات الجوية بالعاصمة صنعاء”، وكان الحوثيون قد عينوا الشامي في هذا المنصب عقب سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال الشامي في استقالته التي قدمها إلى رئيس أركان الجيش في وزارة الدفاع، إنه استقال بسبب ما وصفها “بالتصرفات الرعناء” للمسلحين الحوثيين الذين اتهمهم بمنع موظفيه من منتسبي القوات الجوية من الدخول إلى مقار عملهم، وكشف القائد العسكري، وفقًا لمصادر في القوات الجوية اليمنية، عن ترتيبات يجريها الحوثيون “لنقل عدد من منتسبي القوات الجوية في صنعاء إلى محافظة حضرموت في مهام قتالية”، محذرًا من “عواقب وخيمة لذلك”.

وذكرت المصادر أن الشامي قال في مذكرة الاستقالة: “حاولت بكل ما أملك من طاقة وجهد احتواء تلك التصرفات الرعناء للحفاظ على ما تبقى ولملمة منتسبي القوة الذين تم طردهم من وحداتهم باستخفاف”، و”الشامي” أصبح أكبر قائد عسكري في القوات الجوية بعد هروب قائدها اللواء راشد الجند من البلاد عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)