تناول نشطاء سعوديون ويمنيون، اليوم الاثنين، عبر تغريداتهم بموقع "تويتر" عدة تحذيرات للتحالف العربي وللسعودية على وجه الخصوص، من أن هناك خيانة أمريكية تحدث على الأرض اليمنية في تلك الحرب الدائرة هناك، وأن أمريكا تقدم الدعم لميليشيات الحوثي "الشيعية المسلحة"، بل إن التقدم الحوثي الذي يحدث في بعض الأماكن يكون بغطاء جوي أمريكي.
يقول الناشط والمعارض السعودي عمر بن عبد العزيز: "قولوا للسعودية إن طائرات الدرونز الأمريكية التي تقلع من السعودية تساند الحوثي، فلا تقصف إلا خصوم الحوثي على الأرض!!".
ويقول صاحب حساب متمرد 6@abusakher6: "أنا يمني، وقد حصل عدة مرات سابقة التقدم الحوثي بغطاء جوي أمريكي خلال فترة اجتياح الجنوب، نعول على قيادة التحالف منع، المهزلة".
ويتعجب منصور، قائلًا: "المستغرب من #السعودية أن التآمر الأمريكي الحوثي معلن على رؤوس الاشهاد والسعودية لم تعارض ذلك!".
وقد استشهد عدد من النشطاء برابط الخبر الذي نشرته اليوم الأحد فرانس 24، عن بدء مباحثات أمريكية حوثية في مسقط، أمس، في الوقت الذي رفض فيه الحوثي المشاركة مع أي أطراف أخرى في مفاوضات.
وأفاد راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، أن قادة من الحوثيين الشيعة المسلحين برئاسة صالح الصمد رئيس المكتب السياسي للحوثيين، يجرون مباحثات في مسقط مع وفد أمريكي، بناء على طلب من الأمريكيين، وبدفع من وساطة عمانية، حول إمكانية تسوية النزاع المسلح في اليمن.
وهذه هي المحادثات الأولى، التي يجريها الأمريكيون مع الحوثيين منذ بدء التحالف العربي بقيادة السعودية توجيه ضربات جوية في اليمن، دعمًا للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي انتقل إلى السعودية.
وقال المتحدث راجح بادي لفرانس برس في الرياض: إن "المحادثات بين الحوثيين والوفد الأمريكي جاءت بناء على طلب الجانب الأمريكي".
وأضاف أن وفد ميليشيات الحوثي الذي يترأسه صالح الصمد، رئيس المكتب السياسي للحوثيين، وصل قبل أيام إلى مسقط في "طائرة قدمها الأمريكيون".
وأرجأت الأمم المتحدة مفاوضات سلام كان مقررًا أن تبدأ في 28 مايو الماضي في جنيف، لأن الحكومة اليمنية اشترطت للمشاركة فيها انسحابًا مسبقًا للحوثيين من المناطق التي احتلوها.
وقد سبق أن أكد عددٌ من المحللين اليمنيين، أن قيادات سياسية متورطة في تسليم اليمن إلى أجندة "أمريكية إيرانية "، ضمن مؤامرة إعادة تشكيل المنطقة العربية، بغية الحصول على امتيازات بعد نجاح هذا المخطط الذي يقضي بتقسيم اليمن إلى دويلات.
يقول المحلل السياسي اليمني والقيادي في حزب الإصلاح عبد الحفيظ الحطامي: "إن اليمن يمر بمؤامرة دولية ضمن إعادة تشكيل المنطقة العربية، ضمن أجندة أمريكية إيرانية، في محاولة لتقليص مساحة الجغرافيا والإنسان السني، واليمن جزء هام من هذه المنطقة، وما يحدث في جنوب اليمن هو مشهد آخر من مسرحية الاستيلاء على المنطقة العربية وتقاسمها".
كما أشار السياسي المصري والبرلماني السابق ممدوح إسماعيل، إلى أن أمريكا تلعب على جميع الأطراف في اليمن.
وقال عبر تدوينة بثها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أمريكا فتحت الطريق للحوثيين، وتعلن دعم هادي منصور علانية، وبتلعب على الجميع، وإخوان اليمن مساكين بين دوامة اللعبة".
وقد تداولت أمس، مواقع خبر قصف طائرات أمريكية لمواقع لرجال المقاومة الشعبية باليمن، حيث غابت طائرات التحالف لمساندة رجال المقاومة في جبهات القتال بشبوة، فحضرت طائرات الدرونز الأمريكية وقتلت 10 مقاومين، وقطعت عنهم الإمدادات في منطقة المصينعة ومفرق الصعيد وداخل الصعيد نفسها.
واستنكر (م . س) وهو أحد رجال المقاومة بشبوة، وقُتل صديقه جراء العملية الأمريكية الأخيرة، اختيار هذا التوقيت لقصف مواقع المقاومة أثناء تمويلهم الجبهات القتالية بالذخائر، لمواجهة مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، التي غزت المحافظة منذ ما يزيد على شهر.
وأضاف "حصدت طائرة الدرونز 10 من أعتى المقاومين، كانوا يستقلون سيارة خاصة بهم، وخرجوا للدفاع عن أرضهم"، بحسب موقع "يمن نيوز".
كما أثيرت تساؤلات كبيرة حول "شعار الصرخة"، الذي رددته الميليشيات الحوثية أثناء قيام الطيران الأمريكي بثلاث غارات جوية قصفت فيها مواقع لرجال المقاومة بشبوة أواخر الأسبوع الماضي، واستهدف ثلاث سيارات تابعة لرجال المقاومة كانت تنقل الإمدادات لـ"المصينعة والجلفوز بالصعيد، ومفرق الصعيد".
ويقول آخر (رفض الكشف عن هويته): "كنا في جبهات القتال نسمع أصوات الطائرات تحلق في السماء فنستبشر بمساندة طائرات التحالف العربي لقصف من انقلبوا على الشرعية، إذا بنا نفاجأ بقصف مواقعنا وتدمير معداتنا وقتل رجالنا من قبل الطيران الأمريكي!!"، وكشف هذا الشخص عن انسحاب عديد من المقاومين من جبهاتهم خوفًا من الطيران الأمريكي، الذي خدم الحوثيين بشكل واضح!!، حسب تعبيره.
كما رجح مراقبون أنه من مصلحة الولايات المتحدة إطالة أمد الحرب اليمنية، حتى تستفيد من سباق التسليح الذي تتسارع عليه الدول الخليجية والعربية وعلى رأسها السعودية، التي أصبحت تمتلك أكبر ترسانة أسلحة في الخليج العربي.
* شؤون خليجية - مي محروس