الرئيسية > اخبار وتقارير > 5 دقائق كافية للدمار.. من يملك مفتاح الزر النووي الأمريكي؟

5 دقائق كافية للدمار.. من يملك مفتاح الزر النووي الأمريكي؟

يهيمن القلق على العالم إثر تصاعد حدة التوتر والتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بسبب تجارب الأخيرة النووية، وسط مخاوف من أن يشعل هذا السجال حرباً نووية.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد أكد، الثلاثاء (26 من سبتمبر 2017)، أنه "مستعدٌّ تماماً" للقيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية إذا لزم الأمر في مواجهة تجاربها النووية والصاروخية المستمرة.

وأكد ترامب في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض، على هامش اجتماع مع مسؤولين أمريكيين، أن الخيار العسكري "ليس خياراً مفضلاً، لكن إذا اتخذنا هذا الخيار فإنه سيكون مدمراً لكوريا الشمالية".

كما دأب الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، على تهديد الولايات المتحدة بتحويلها إلى رماد بصواريخه النووية، وهو ما يهدد حتماً برد أمريكي لا يرحم في حال تجرأ جونغ أون على القيام بذلك.

وفي وقت بلغ التوتر أوْجه، صدرت دعوات عدة للتهدئة من الأمم المتحدة وروسيا والصين، وضمَّت كوريا الجنوبية، التي تقع عاصمتها المكتظة سيئول على بعد 56 كم فقط من المنطقة منزوعة السلاح، التي تقسم شبه الجزيرة، صوتها إلى الأصوات التي تطالب واشنطن بتخفيف التوتر، وإدارة الوضع "بطريقة تحول دون مزيد من تصعيد التوترات، أو وقوع مواجهات عسكرية عرضية قد تتفاقم سريعاً".

لكن السؤال المطرح بقوة حالياً: من يمكنه إعطاء الضوء الأخضر للقيام بحرب نووية تبدأ بها أمريكا، في ظل "التهور" الذي يُتهم به ترامب، واحتمالية إيقاع الولايات المتحدة في حرب لا تحمد عقباها؟

- الطريق إلى الهدف

لكن ماذا لو انتهى السجال بين كوريا الشمالية وأمريكا، بإجبار الرئيس دونالد ترامب على الخيار الذي ابتعد عنه سلفاه جونسون وكينيدي، خاصة أن سلطة الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة واضحة، وهي أنه المسؤول الوحيد الذي يخول باستخدام السلاح النووي؟

في هذا السياق، يوضح بروس بلير، الباحث في قضايا الأمن النووي، في جامعة برنستون الأمريكية، في مقال له نشر في ديسمبر 2016، أن ترامب في هذه الحالة سوف يجتمع مع كبار مستشاريه؛ وهم: وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشاره للأمن القومي، وأيضاً مع قائد الأسلحة الاستراتيجية المتمركز في ولاية نبراسكا (غرب الولايات المتحدة)، لدراسة مدى جدية الأنباء والمخاطر التي تتحدث عن إطلاق صواريخ نووية إلى البلاد.

لكن في حال معرفته أن الصواريخ في طريقها إلى أراضي الولايات المتحدة، فإن الاجتماع قد يستغرق 30 ثانية فقط، وبعدها سيقوم ترامب باستخدام بطاقة "البسكويت" التي تحوي الشفيرة النووية؛ لتأكيد هويته، وإصدار أمر بشن ضربة عسكرية مضادة، بحسب بلير.

بعد أن يتخذ الرئيس قراره، وتنتقل المسألة إلى مرحلة أكثر خطورة، تنضم "غرفة العمليات الحربية" في البنتاغون إلى الاجتماع، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، ويعطي الرئيس أمره للغرفة لتنفيذه، وفي هذه اللحظة تطلب الغرفة من الرئيس إثبات شخصيته عن طريق إعطاء شيفرة خاصة تُسمى "الشيفرة الذهبية"، وبعد أن يعطي الرئيس الشيفرة الخاصة الصحيحة، يعطي البنتاغون أمر إطلاق السلاح النووي للقوات التي حددها الرئيس والموكلة بالتنفيذ.

وبحسب بلير، لا يكاد يكون ذلك الأمر بالإطلاق بطول تغريدة على تويتر؛ أي 140 حرفاً، ولكنه يكون مصوغاً لغوياً بحيث يحوي شيفرة خاصة تمكن الجهة الموكل إليها الأمر من فك رموز إطلاق الصواريخ الحاملة للأسلحة النووية، وتحوي الشيفرة أيضاً الزمن الدقيق للإطلاق.

تستغرق العملية- بحسب بلير- من لحظة اتخاذ الرئيس قراره، ووصول الأمر لطواقم التنفيذ نحو خمس دقائق، بعد ذلك تعمل الطواقم على وضع الأمر باستخدام السلاح النووي موضع التنفيذ، وبدورها تغادر الصواريخ منصاتها بعد دقيقة فقط من تلقيها الأمر نحو أهدافها.

- على وشك الهاوية

تاريخياً استخدمت الولايات المتحدة الأسلحة النووية في كل من هيروشيما ونكازاكي اليابانيتين، في أغسطس عام 1945، عند نهاية الحرب العالمية الثانية، لتصبح البلد الوحيد الذي استخدم سلاحاً نووياً على الإطلاق.

لكن وبعد الحرب العالمية الثانية كانت واشنطن على وشك شن هجمتين نوويتين، ففي فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية، ذكر أنه صدر خلال أزمة "خليج الخنازير" عام 1962، أمر بإطلاق (32) صاروخاً تحمل (32) قنبلة نووية، لضرب (4) دول، هي الصين والاتحاد السوفييتي وكوريا الشمالية وفيتنام، قبل عشر ساعات فقط من الوصول إلى اتفاق بين الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف، والأمريكي جون كينيدي.

لكن رفض قائد وحدة الصواريخ الاستراتيجية فى القاعدة الأمريكية في جزيرة أكيناوا اليابانية، تنفيذ الأمر، أنقذ العالم حينها، متحججاً بأن درجة الاستعداد لحرب نووية كانت عند المستوى (2) وليس المستوى (1)، بل وأمر الضابط في القاعدة بإطلاق النار على أي ضابط يتجه نحو قيادة توجيه الصواريخ النووية، وبذلك أنقذ العالم من التدمير المحتم، وألغى فكرة سيطرة الرئيس على "زر النووي".

الموقف الثاني هو أن الولايات المتحدة كانت تنوي الانتقام من مصر بقصف عاصمتها القاهرة، لقيام القوات المصرية عام 1967 بتدمير المدمرة "ليبرتي"، قبل أن يصدر الرئيس الأمريكي حينها ليندون جونسون أمراً بإلغاء العملية، بحسب ما كشفت "BBC".

وبموجب معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) التي أبرمت عام 1991، خفضت الولايات المتحدة وروسيا عدد الرؤوس النووية المنتشرة إلى 1550، بواقع 30% أقل من الحد الأقصى، وبموجب قواعد ستارت لإحصاء الرؤوس النووية، فإن الولايات المتحدة حتى 2009 كان لديها ما يقدر بنحو 5113 رأساً نووياً.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)