الرئيسية > اخبار وتقارير > كيف كان يقضي صدام حسين أيامه الأخيرة بالسجن؟

كيف كان يقضي صدام حسين أيامه الأخيرة بالسجن؟

كشف أحد حرس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، أن الأخير كان في أيامه الأخيرة "ودوداً ومهذباً"، مشيراً إلى أنه كان شغوفاً بالأزهار وبسماع أغنيات لمطربة أمريكية.

يؤكد الجندي الأمريكي السابق ويل باردنويربر، أن حسين "قضى أيامه الأخيرة في السجن وهو يستمع إلى المغنية الأمريكية ماري جي بلايج ويقوم بنشاطات أخرى، من بينها رعاية الأزهار في حديقة السجن".

باردنويربر الذي كان ضابطاً في سلاح المشاة وخدم في محافظة الأنبار، كان أيضاً واحداً من المكلفين مراقبة الرئيس العراقي الراحل في العاصمة بغداد قبيل إعدامه، وهو ينتمي إلى الشرطة العسكرية رقم 551، والتي يطلق عليها اسم "The Super Twelve".

صحيفة التلغراف البريطانية، نقلت عن الحارس السابق، السبت، أن صدام وخلال أيامه الأخيرة كان لطيفاً وودياً مع حراسه الأمريكيين، حيث كان يقضي معهم بعض الأوقات ويخبرهم بقصص عن عائلته، مضيفاً: "لقد كان مهذباً إلى أقصى درجة".

جمع باردنويربر مجموعة من شهادات هؤلاء الحراس في كتابه "السجين في قصره.. صدام حسين وحراسه الأمريكيون، وما لم يتحدث عنه التاريخ".

كانت لدى حراس صدام تعليمات صارمة بالإبقاء عليه حياً، وبألا يتعرض للأذى خلال محاكمته.

سنحت لصدام وحراسه خلال تلك الفترة الفرصة لتبادل الأحاديث في أثناء أوقات الفراغ، فنشأت علاقة صداقة بين الرئيس العراقي الراحل وعدد منهم، بحسب الصحيفة.

يؤكد أحد هؤلاء الذين تحدثوا مع مؤلف الكتاب أن صدام بشكل عام كان "مسروراً".

ويقول آخرون إنه كان يستمتع بأبسط الأشياء في زنزانته الصغيرة، رغم اعتياده حياة القصور الفخمة، مثل الجلوس على كرسي في الفناء، والجلوس على مكتب خُصص له ووُضع عَلم عراقي على الحائط خلفه؛ كي تبدو الأمور أكثر رسمية.

كان يحب أيضاً تدخين سيجار كوهيبا، وكان يخزنها في علبة فارغة بين المناديل المبللة.

وأيضاً، يحب الجلوس في المنطقة الترفيهية التي خُصصت له خارج الزنزانة ورش المزروعات بالماء. يقول الكاتب: إنه "كان يعطي المزروعات أهمية كبيرة كما لو كانت وروداً".

ويقول الكاتب إن صدام كان كثير الارتياب من الطعام الذي يقدَّم إليه، وكان يتناول طعام الفطور على دفعات، فقد كان يبدأ بعجة البيض (الأومليت) ثم قطعة الكعك، وبعدها يأكل ثمرة فاكهة طازجة. وإذا كانت عجة البيض مقطعة فإنه لا يتناولها.

ويضيف: "كان صدام مولعاً بالاستماع إلى المغنية الأمريكية ماري بلايدج، فعندما يقلب محطات الراديو كان يتوقف عند المحطة التي تبث أغانيه"، مشيراً إلى أنه عشق هذه المغنية المشهورة بأغنية (فاميلي أفير)، كما كان يحب ركوب الدراجة الهوائية، في الوقت الذي كان ينتظر فيه المحاكمة.

ويقول حراسه السابقون إنه كان دائماً يسألهم عن أحوال حياتهم الشخصية وعائلاتهم؛ بل إنه كتب قصائد لزوجة أحد الحراس.

وكان يروي لهم ذكرياتٍ مضت. ويتذكر أحد الحراس قصة رواها صدام عن ابنه عدي، وقال فيها إنه أطلق النار خلال حفل؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الحاضرين، بينهم أخ غير شقيق لصدام.

هذا "الخطأ الجسيم" أغضب صدام كثيراً، فقرر معاقبته بحرق كل سياراته. والمعروف أن عدي كان يمتك أسطولاً من السيارات الفاخرة مثل بورش وفيراري ورولس رويس.

في اليوم الأخير من حياة صدام حسين وقبيل تسليمه للجهات العراقية لتنفيذ الحكم بإعدامه، عمد إلى احتضان حراس الزنزانة وودعهم، بحسب الحارس.

يشار إلى أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وُلد ونشأ في قرية العوجة بمدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، شمالي البلاد، عام 1937.

في عام 1979، تولى صدام حسين حكم العراق، بعد استقالة سلفه أحمد البكر، وشهدت فترة حكمه أحداثاً كبيرة، أبرزها حرب الثماني سنوات مع إيران (1980-1988).

ثم غزا الكويت عام 1990، ونجم عنه خوض العراق حرباً مع تحالف دولي مكَّنَ الأخير من تحرير الكويت، وفُرض على أثر ذلك حصار اقتصادي خانق على العراق، من قِبل الأمم المتحدة، استمر حتى غزو البلاد من قِبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2003.

 

وأُلقي القبض على صدام، من قِبل القوات الأمريكية، في 30 ديسمبر/كانون الأول 2003 وجرى حبسه، وأُعدم بعد تسليمه للحكومة العراقية في 2006، وقد وافق ذلك اليوم أوّل أيّام عيد الأضحى.