الرئيسية > محلية > الحوثي : لو كنا نتوقع الحرب لاستعددنا لها بشكل أفضل وأقوى

الحوثي : لو كنا نتوقع الحرب لاستعددنا لها بشكل أفضل وأقوى

 قال زعيم جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، عبدالملك الحوثي، إن الحرب التي شنها «التحالف العربي»، بزعامة السعودية، عليهم «كانت مفاجئة»، ولو توقعوها لاستعدوا لها بشكل «أفضل وأقوى». 
وأضاف في حوار مع مجلة «مقاربات سياسية» الصادرة عن «مركز الدراسات الإستراتيجية والإستشارية اليمني»، الموالي للجماعة: «لو توقع شعبنا هذا العدوان (في إشارة لغارات التحالف) وبهذا المستوى من الوحشية والإجرام لاستعد بشكل أفضل وأقوى للدفاع عن نفسه وأرضه وحريته»، حسب تعبيره. 
وعبر الحوار الذي يعد الأول من نوعه صحافيا أو تلفزيونيا منذ اندلاع الحرب قبل نحو عام ونصف، والذي تم نشره الثلاثاء، اعتبر «الحوثي» أن «الطرف الآخر (الحكومة وحلفاؤها) أراد من المفاوضات التي جرت في الكويت (لمدة 90 يوما قبل أن يتم رفعها في السادس من الشهر الجاري)، أن يحقق بها ما عجز عنه بالحرب». 
ولفت إلى أن «ما قبل العدوان (الحرب) لم يكن اليمن بحد ذاته يشكل أي تهديد، وجميع الفرقاء السياسيين كانوا منهمكين في حوار موفمبيك (الفندق الذي احتضن فعاليات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل)». 
وبشأن الاتهامات الموجهة لجماعته بالتحالف مع إيران من أجل تهديد المنطقة العربية والخليج على وجه التحديد، قال زعيم الحوثيين: «ليس لهم الحق (دول التحالف) لأن يفرضوا علينا معاداة إيران، وهي بلد مسلم مواقفه تجاه قضايا الأمة إيجابية». 
وأضاف: «جعلوا من الموقف المناهض للسياسة الأمريكية مسألة إيرانية حتى لا يجرؤ أحدٌ على معاداة إسرائيل، وأكدنا مرارا وتكرارا أننا لسنا امتدادا لأي أجندة، ولسنا لصالح أي طرف ضد أي طرف آخر»، في إشارة لما يوصف بالمد الإيراني في المنطقة. 
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من التحالف العربي حول ما جاء في الحوار.
وقالت مجلة» مقاربات سياسية»، التي يرأس تحريرها القيادي الحوثي، عبدالملك العجري، إن هذه هي المقابلة هي الأولى لزعيم الحوثيين منذ اندلاع الحرب أواخر آذار/ مارس 2015. 
وظهر زعيم الحوثيين منذ اندلاع الحرب بخطابات متلفزة تنقلها قناة «المسيرة» التابعة لهم، ولا يُعرف أين يقيم في الوقت الحالي، بعد تعرض عدد من المنازل التابعة له في محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي الرئيس، شمالي اليمن، لغارات جوية من التحالف العربي. 
ومنذ 26 آذار/مارس 2015، تقود السعودية تحالفاً عربياً ضد مسلحي «الحوثي»، وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، تقول الرياض، إنه «جاء تلبية لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية في بلاده». 
وقتل جنديان يمنيان، أمس الأربعاء، برصاص مسلحين مجهولين في محافظة لحج، جنوبي البلاد، بحسب شهود عيان. 
وأفاد شهود أن مسلحين اثنين على متن دراجة نارية أطلقا النار تجاه جنديين من جهاز «الحزام الأمني»، في منطقة «المحلة» غرب مدينة الحوطة، في محافظة لحج، قبل أن يلوذا بالفرار. 
وحتى الساعة 13.30 تغ، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادثة، كما لم يصدر عن السلطات الأمنية في لحج أي بيان رسمي حول الحادث.
وتلاشت عمليات الاغتيالات في مختلف مديريات محافظة لحج، بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، عقب قيام وحدات من الجيش اليمني، والمقاومة الشعبية، معززة بطائرات التحالف العربي، بطرد عناصر تنظيم القاعدة، من عاصمة المحافظة الحوطة، وبعض المدن والمناطق القريبة، فيما قام الحزام الأمني بعمليات دهم عديدة لخلايا القاعدة، في أوقات سابقة، واعتقل العشرات منهم بينهم بعض قيادات التنظيم، بحسب مصادر أمنية. 
ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام ونصف بين القوات الموالية للحكومة اليمنية (الجيش والمقاومة الشعبية) من جهة، ومسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثي)، وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80٪ من السكان) بحاجة إلى مساعدات. 
وقال وزير الخارجية السعودي أمس الأربعاء إنه لن يسمح للحوثيين المتحالفين مع إيران بالاستيلاء على اليمن واتهم طهران بالسعي لنشر الاضطراب في أنحاء المنطقة.
وعبر رئيس المجلس الحاكم المدعوم من الحوثيين يوم الاثنين عن الاستعداد لاستئناف المفاوضات لإنهاء الحرب مع الاحتفاظ بحق التصدي لهجمات الحكومة المدعومة من السعودية.
وانهارت المحادثات المدعومة من الأمم المتحدة لإنهاء القتال الممتد منذ 18 شهرا واستأنف الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح قصف السعودية.
وفشلت المحادثات بعد أن أعلن الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح تشكيل مجلس حاكم من عشرة أفراد في السادس من أغسطس آب ليتجاهلا بذلك تحذيرات مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد من أن هذه الخطوة تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كيفية حل الصراع.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في بكين إن الكرة في ملعب الحوثيين فيما يتعلق باستئناف المحادثات من عدمه.
وأضاف «الشيء المؤكد ولا يقبل الشك… المؤكد أنه لن يتم السماح لهم بالاستيلاء على اليمن. انتهى. وبالتالي سيتم الدفاع عن الحكومة الشرعية».
وأضاف «الفرصة المتاحة لهم هي الانضمام للعملية السياسية والتوصل لاتفاق من أجل مصلحة كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون».
وتتهم السعودية وحلفاؤها الحوثيين بأنهم أدوات في أيدي إيران وشنوا عملية عسكرية لتمكين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من ممارسة مهام منصبه.
لكن الحوثيين صمدوا إذ تحالفوا مع صالح الذي يتمتع بدعم معظم الجيش.
ويسيطر الحوثيون وحزب المؤتمر على معظم الجزء الشمالي من اليمن بينما تقتسم القوات الموالية للحكومة اليمنية السيطرة على بقية أنحاء البلاد مع قبائل.
وقالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن ما لا يقل عن عشرة آلاف فرد قتلوا خلال الحرب أي ما يقرب من مثلي التقديرات التي استشهد بها مسؤولون وعمال إغاثة في معظم عام 2016 وبلغت ستة آلاف شخص.
وفي وقت سابق وخلال حديثه إلى طلبة في جامعة بكين انتقد الجبير إيران.
وقال «نرى أن إيران تدعم الحوثيين في اليمن وتحاول الاستيلاء على الحكومة وتمد الحوثيين بالأسلحة وتهرب المتفجرات للبحرين والكويت والسعودية». وأضاف «نأمل أن نعود لحسن الجوار مثلما كنا قبل ثورة 1979… تعديل إيران لسلوكها أمر في يدها».
من جانبه، قال المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الأربعاء، إن تأخر التوصل إلى اتفاق في اليمن أمر بغاية الخطورة. وأضاف ولد الشيخ أن تنظيم القاعدة وداعش يستغلان غياب الدولة في اليمن. مؤكدا أن السلام في اليمن أولوية وعلى المسؤولين تحمل مسؤولياتهم.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة التهدئة على الحدود السعودية اليمنية من أجل استئناف المفاوضات.
وتابع أنه من الصعب طرح حلول سياسية في ظل قرارات أحادية، مجددا دعوته إلى ضرورة وقف الأعمال القتالية من أجل استئناف المفاوضات اليمنية.
وأعرب ولد الشيخ عن قلقه الشديد من إعلان الحوثيين وأنصار صالح عن مجلس سياسي. مضيفا أن تزايد العنف في اليمن أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)