الرئيسية > محلية > التوغل الأمريكي في الأزمة اليمنية يعقد الأزمة أم يساهم في الحل؟

بعد جولة جون كيري بجدة

التوغل الأمريكي في الأزمة اليمنية يعقد الأزمة أم يساهم في الحل؟

الولايات المتحدة الأمريكية تدخل بقوة على خط الأزمة اليمنية بعد أن الانسداد السياسي الكامل وفشل المسار التفاوضي في اليمن بسبب تعنت حلف"الحوثي-صالح" والتصعيد غير المسبوق المتمثل في تشكيل مجلس سياسي وإعلان صالح الترحيب والاستعداد لتمكين روسيا من التدخل العسكري في اليمن، واستهداف المدن السعودية الحدودية، في ظل هذه التطورات الخطيرة جاءت زيارة جون كيري إلى جدة ولقاءه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وبن سلمان والملك سلمان، من أجل مناقشة ملفين أساسيين الملف اليمني والسوري، فهل جاء كيري كطرف محايد أم كعراب للمقايضات والمساومات للملف السوري باليمني، خاصة وأنه سيلتقي نظيره الروسي الجمعة في جنيف؟

 

 

 

تساؤلات ملحة تطرحها جولة كيري من حيث التوقيت فهي تأتي بالتزامن مع تصعيد عسكري من قبل التحالف ردا على التصعيد المحموم للحوثيين على الحدود السعودية وداخل اليمن، فهل تريد واشنطن تبريد قوات التحالف بالدعوة لاستكمال المسار التفاوضي، وإجهاض ما تحقق من مكتسبات عسكرية ببعض الجبهات المحاصرة؟

 

 

 

كيري..جولة في جدة

 

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مكتبه بقصر السلام بجدة، الخميس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والوفد المرافق له.وجرى خلال الاستقبال بحث التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

 

 

 

وحضر الاستقبال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير.كما حضره من الجانب الأميركي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة جوزيف ويستفول، والمبعوث الخاص لعملية السلام فرانك لوينشتاين، وعدد من المسؤولين.

 

 

 

ووصف كيري اجتماعاته مع المسؤولين في السعودية والتي تناولت الملفات بالمنطقة بأنها كانت جيدة.ويجتمع اليوم الخميس وزير الخارجية الأميركي كيري في جدة مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

 

 

 

وأكد مسؤول أمريكي إن كيري سيطرح مقترحات تتعلق بإنهاء الصراع في اليمن واستئناف محادثات السلام.وتأتي الزيارة في ظل فشل المحادثات اليمنية – اليمنية، والتي جرت برعاية أممية، في الكويت، على مدى ما يزيد عن الثلاثة أشهر، وتزايد الضغوط على الولايات المتحدة، للتدخل لدى حليفتها، الرياض، لإيقاف الحرب.

 

 

 

وبحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي وصل جدة في وقت سابق، تطورات الأوضاع الإقليمية خصوصاً في اليمن والعراق، وكذلك تمتين علاقات التعاون بين السعودية والولايات المتحدة على الأصعدة كافة.

 

 

 

وقال مسؤولون أميركيون بوزارة الخارجية إن المباحثات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الخميس، وتناولت سبل التسوية في اليمن.وأفادوا أن المباحثات بدأت في وقت متأخر واستمرت 3 ساعات، وانتهت عند الساعة الواحدة صباح الخميس بالتوقيت المحلي.

 

 

 

وحضر اجتماع ولي العهد السعودي وولي ولي العهد السعودي مع كيري، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور الطريفي، ووزير الخارجية الجبير، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان.

 

 

 

 

ومن الجانب الأميركي، حضره السفير الأميركي لدى المملكة ويستفول، والمبعوث الخاص لعملية السلام لوينشتاين، ومدير مكتب وزير الخارجية جوناثان فاينر، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى آن باتيرسون.

 

 

 

هل هناك مساومات أمريكية؟

 

 

ما يؤشر على وجود مقايضة ما أو مساومات أمريكية أن وزارة الخارجية الأميركية قالت في وقت سابق، إن كيري سيجتمع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف يوم الجمعة، في محاولة لإبرام اتفاق بشأن إمكانية التعاون العسكري وتبادل المعلومات المخابراتية في سوريا. وقد يقضي الاتفاق بعدم تحليق الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية، في حين سيقوم الجيشان الروسي والأميركي بتنسيق الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

 

 

يبحث اجتماع وزراء خارجية السعودية والإمارات العربية المتحدة ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية توبياس الوود مع جون كيري سبل إنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهراً في اليمن والذي أودى بحياة 6500 شخص نصفهم من المدنيين.

 

 

 

بتوقيت تخضع حملة جوية بقيادة السعودية في اليمن دعماً لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد المتمردين الحوثيين لتدقيق متزايد لتسببها في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

 

 

 

 

ورفض مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، الإسهاب بشأن مقترحات كيري.وأضاف المسؤول "الاجتماع متعدد الأطراف بشأن اليمن يهدف إلى تبادل الأفكار والمبادرات لعودة المناقشات السياسية إلى مسارها ومحاولة التوصل إلى حل سياسي. وسيبحث الاجتماع أيضاً مسألة إدخال المساعدات الإنسانية.

 

 

 

يشار إلى أن الجيش الأمريكي ينسق مع الحملة الجوية بقيادة السعودية في اليمن مما يساعد في ضمان حصول السعودية على الذخائر الموجهة بدقة.وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضاً محامين عسكريين أمريكيين للمساعدة في تدريب نظرائهم السعوديين على ضمان شرعية ضربات التحالف.لكن هناك قلقاً متزايداً في واشنطن من أن الحملة التي تقودها السعودية ربما استهدفت منشآت مدنية.

 

 

 

 

وكانت قد خفضت الولايات المتحدة من دعمها الاستشاري لقوات التحالف العربي، إذ أصبح عدد المستشارين العسكريين المساندين للعمليات، 5 بعد أن كانوا 45 مستشاراً، في خطوة تمت قراءتها باعتبارها إعادة تموضع للولايات المتحدة، لتصبح وسيطاً في الصراع اليمني، بدلاً من وقوفها إلى جانب الرياض. في المقابل، قللت الرياض من قيمة هذه الخطوة، على لسان المتحدث باسم التحالف العربي، المستشار في وزارة الدفاع السعودية، اللواء أحمد عسيري.

 

 

 

 

ما الهدف الحقيقي من زيارة كيري؟

 

 

لا توجد إجابة واضحة عن حقيقة زيارة كيري هل يريد الجيش الأمريكي الدخول على الخط ولماذا هل لمساعدة السعودية أم التغلغل في جبهة اليمن وإطالة أمد الأزمة، أم لمحاربة القاعدة عن كثب، ففي مايو الماضي "أكد المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري رداً على سؤال عن وجود قوات أميركية مساندة لقوات التحالف في حربها ضد “القاعدة” باليمن، أوضح العسيري أن هناك عدداً محدوداً من العسكريين الأميركيين يعملون مع قوات التحالف على الأرض في عمليات مشتركة للقضاء على “القاعدة” عسكرياً واستخباراتياً.وأضاف أن الجيش اليمني على أتم الاستعداد لاقتحام وتحرير صنعاء إذا فشلت المفاوضات الجارية في الكويت."

 

 

 

ويظل السؤال هل سيفعل الرئيس أوباما أوراق الضغط الأمريكية على الحوثي وصالح أم يزيد من إرباك المشهد السياسي والعسكري؟

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)